في حضن القمر ...

في حضن القمر
جلست ...
والهمّ من هلاله ينحدر

عزفت بالناي الأمل
بأنفاسٍ تمر بمجراه على عجل
وأناملٍ تداعب صداه المعتصر


رفعت بصري ...
لأتأمل حُلماً

يغفو في ظلمة القدر


تأملت .. وأمعنت النظر
ولم اجد
إلا..
ليلا شاحبا يكسوه الحزن

وسهرا محاصرا
بـ وحدةٍ أقسى من الحجر

غابت عن رؤيايا الصور
وانقشع من عيني الامل
ومع ذلك ..
واصلت العزف
ونثرتُ وردي
على كحل السمر

حتى التفت النجومُ حولي

مستقيةً من عزفي الانس
ومني العذاب المنسكب

اقتربت من حسي
ودنت من قلبي

قبل أن يرتد الي طرفي

سألتها ..أن تلقن بالصبر
شوقي المحتضر

وتدثر بالتفاؤل
املي المرتعش

ثم رجوتها..
ان تفتح اذرعها ..
ولروحي تحتضن

فــ أنا وحيدة

بين العذاب والألم

اغفو في صحو السهر
وأصحو على صبرٍ منكسر

.. لم تخيب ظني
وقامت بما سألت..

هكذا .. مضى الليل
والنجوم من حولي
وانا في حضن القمر

تارة اعزف الشجن
ومراتٍ اتمتم

بنغمٍ وَجِل

حتى.. لاح مقبلا الفجر
لــ يقبلني القمر
ويودعني

بهمساتٍ حنونة..
تأمل لقائي في الغد

وبالكاد ..
ودعته

بابتسامه مرسومة
بــ احساسٍ منفطر

و قلت له..فقط
تذكـــــرني

مدى الدهر
ان لم يكتب لي بعد الان عمر

ولا تحزن ..
ان لم تجدني في حضنك غدا
او بعد غد

فما الذكرى
إلا بقــــاء لما رحل..
وتواصل للأبد مستمر ...!!