طفلة كانت تحتضن الوحدة
تبحث عن أمها تحت أجنحة الظلمة
وتفتش عن أباها في اروقة الرعشة
كانت تهرب من حرمان .. وحزن
وخوف يحاصرها كل ليلة
.. ولا تجد الا باب الدموع المحرقة
تطرقه.. فيفتح لها عالما
يخفف عنها قسوة الحياة الموحشة
لكن هذا العالم ..
خالٍ من الامن و الحبال المنقذة
لانه عالم الخيال
الذي كان يظللها بالاحلام
ويرسم لها الامان على انه سحاب
يقترب من عينها ويبشرها
بوصوله في اي لحظة
فـ يطبطب الامل على قواها المنهكة
لتعود مستسلمة لواقع حياتها المرة
.. في ذلك الوقت
كانت طفلة بالفعل
لكن في اعماقها البريئة
امرأة..
سُرقت طفولتها بقسوة
فاحتاجت نضوجا وقوة
لتعيش في غابة الظلم والالام
.. و بعدما مر الزمان
امسى عليها اليوم
ووجدت نفسها .. امرأة مختلفة
في ملامحها صبا وفتنة
وفي آمنياتها طفلة
تنتظر الحب والسلام
لتلعب في حديقة بالسكينة مزهرة
انما في أعماقها هي الان
عجوز هرمة
شاخ قلبها على عجلة
بعد أن طاردتها ذئاب الزمن
دون أن تترك لها مجالا للوقوف
ولا متنفسا للسعادة
او نفسا للمتعة
.. من هنا
انطوى مامضى من عمرها
كصفحة
في منتصف كتاب
كتب على غلافه ..
طفلة وامرأة
مُنعتا من الصرف
في كل الازمنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق